فى ظل أزمة متواصلة بين القاهرة وتل أبيب على خلفية استشهاد خمسة من رجال الأمن المصريين برصاص إسرائيلى، رأى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أنه لا توجد حاجة لتغيير اتفاق كامب ديفيد مع مصر بهدف زيادة عدد القوات المصرية فى شبه جزيرة سيناء لمواجهة الأنشطة المسلحة هناك، مشيرا لوجود اتصالات مع الحكومة المصرية فيما يتعلق بالأوضاع فى سيناء.


وقبيل تصريح نتنياهو، نقل راديو «صوت إسرائيل» عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها أمس إن الأنباء عن إمكانية تعديل معاهدة كامب ديفيد لا تستند إلى أى أساس، مشددة على أن «هذا الموضوع لم يطرح للبحث بين البلدين».

المصادر أوضحت أن «القاهرة لم تطلب حتى الآن زيادة عدد القوات المصرية فى سيناء، باستثناء دخول ألف شرطى إلى هذه المنطقة (فى وقت سابق) لمواجهة تهديدات التنظيمات الإرهابية المسئولة عن تفجير خط الغاز الطبيعى المؤدى إلى إسرائيل».

ومضت قائلة إن وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك صادق على دخول عدة كتائب مصرية إلى سيناء لفترة زمنية محدودة للتعامل مع هذه التهديدات على أن تغادر هذه القوات سيناء بعد انتهاء مهمتها.. أما إذا كان هناك طلب لإجراء تغيير جوهرى فى طريقة العمل فى شبه الجزيرة فستتم دراسة الموضوع فى اتصالات بين البلدين».

فى غضون ذلك، حذر معهد دراسات الأمن القومى فى إسرائيل من أن العلاقات مع مصر «باتت قابلة للانكسار، خصوصا فى ظل الفوضى بسيناء وازدياد قوة حركة المقاومة الإسلامية حماس (المسيطرة على قطاع غزة منذ يونيو 2007) وهو ما قد يؤدى إلى تبدل مصالح القاهرة وسياساتها مستقبلا نتيجة الثورة».

كما حذر المعهد، - فى دراسة أعدها الباحث شلومو بروم ونشرها موقع الجزيرة نت أمس - تل أبيب من تغييرات جوهرية فى السياسة المصرية بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة، ناصحا إياها بالسعى إلى «تفاهمات إستراتيجية (مع القاهرة) حتى لو اضطرت إسرائيل لتسديد ثمنها».

ورأت الدراسة أن «حالة سيناء تدهورت، وتحولت بعد الثورة إلى محور مشاكل خطير قادر على إلحاق ضرر استراتيجى بالعلاقات الثنائية يستدعى تعديل كامب ديفيد لزيادة حجم القوة العسكرية المصرية فيها». من جهتها رأت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية فى افتتاحيتها أمس أن الرئيس المخلوع حسنى مبارك شجع الشعب المصرى على كراهية اليهود، مضيفة أنه «حفز المصريين على ازدراء إسرائيل، بالتوازى مع السعودية التى أرضعت الشعوب العربية كراهية اليهود».

ورأت أن مبارك حاك «حيلة داهية» تجاه إسرائيل، فهو كان يعلم أن هزيمتها فى أرض المعركة غير ممكنة، فاستخدم وسائل غير مباشرة أكثر فاعلية، حيث جعل من سيناء «خنجرا للانتقام»، فبمجرد الإطاحة به أصبحت منطقة معادية لإسرائيل انعدمت فيها سيادة القانون، وغابت كل القيود الأمنية على «الإرهابيين» فيها.


Share/Bookmark

0 التعليقات

إرسال تعليق

أترك تعليق من فضلك